بسم الله الرحمن الرحيم
خذ " عين اليقين " هذه و هيا معى إلى قصر فرعون هذا الضحى فاليوم هو يوم الزينة
معنى ذلك أننا سنرى لقاءاً تاريخياً بين فرعون الطاغية و بين رسول الله موسى عليه السلام
انظر لقد بدأ الناس يتجمعون
و قد اتفق السحرة مع فرعون :
" وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113)
قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " (114)
سورة الأعراف
منذ أن طلب سيدنا يوسف عليه السلام من إخوته أن يأتوه بأهلهم أجمعين و أن يدخلوا مصر إن شاء الله ءامنين و بدأ دخول بنى إسرائيل مصر زائرين و كان ذلك فى عهد الهكسوس
انظر لقد دخل القصر سيدنا موسى و أخوه هارون عليهما السلام
و دخل السحرة القاعة بعد أن استعدوا استعداداً تاما ً للقاء موسى عليه السلام
المهم حتى يأتى فرعون دعونى أقول لكم بعد أن طرد الفراعنة الهكسوس فإنهم اعتبروا أن بنى إسرائيل كانوا معاونين للهكسوس و بالتالى لاقوا من الفراعنة أشد العذاب
لقد جاء الأن فرعون الطاغية
و كان مطلب سيدنا موسى لفرعون أن يرسل معه بنى إسرائيل و لا يعذبهم
فرفض فرعون
" فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47)
سورة طه
هؤلاء السحرة هم أمهر السحرة فى العالم و هم يعلمون أنهم يرهبون الناس فقط بأنهم يتصلون بالجن و يقومون بأفعال خارقة
و لكن طبعاً هم يعلمون أن السحر هو خداع لأعين الناس ليس أكثر باستخدام أدوات مثل المرايا و اليايات و الأحبال و غيرها من الأدوات
والساحر العظيم هو من يستطيع أن يرهب الناس و يجعلهم يصدقون ما يرون
" قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115)
قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ
وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) "
سورة الأعراف
هم يعلمون أن ما فعلوه هو مجرد خداع للنظر كما يفعل جميع السحرة
و خاف سيدنا موسى من الأحبال التى رآها و كأنها ثعابين
قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69)
سورة طه
و السحرة يعلمون تماماً الفرق بين الخداع النظرى و بيت تغير حقيقة الأشياء
و كون العصا تحول إلى ثعبان يأكل جميع الحبال و العصى
فإن ذلك لا يمكن أن يكون خداع نظر كما يفعل السحرة
و موضوع الإتصال بالجن هم يعلمون أنهم يستخدمون هذه الفكرة لإرهاب قلوب الناس و عقولهم
و بالتالى فإن العصا تحول فعلاً إلى ثعبان حقيقى
و الوحيد الذى يستطيع أن يحول عصا إلى ثعبان حقيقى هو الله الخالق وحده
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)
سورة طه
و الغريب أنهم فى ثوانى قليلة تحولوا من سحرة كافرين إلى مؤمنين خاشعين
قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)
قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
(72)
إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)
إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلا (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)
سورة طه
القرءان الكريم قد أعطانا " عين اليقين " التى نرى بها هذه الأحداث بيقين أشد مما تراه عيوننا .. فربما تنخدع أعيننا و لكن لا ينخدع إيماننا و يقيننا
انظروا عظمة هذا القرءان