[size=16]
راجع أحد الرجال حسابه على النحو التالي وقال:يتهددني عذاب شديد!..عليَّ أن يش خمسين سنة أخرى. لا أتجاسر على التفكير ببساطة بأن عليَّ أن أنتعل حذائي وأخلعه عشرين ألف مرة، لا، لن أقبل مثل هذا العذاب!... ووصل الرجل إلى نتيجة فحواها أن من الأفضل ألاّ يعيش. فأين هي لذة الحياة هنا؟ قال لنفسه: ـ لو كنت ثوراً، أو حصاناً أو بغلاً لكانت حياتي أحسن. كنت سأمضي عبر العالم بحوافر فلا أخلعها ولا أنتعلها. وراح ينوح: ـ ماذا سأفعل، ماذا سأفعل؟ سأذهب الآن وأغرق نفسي! ودّع الرجل أقاربه وذهب إلى النهر. نظر أمامه فرأى بغلاً مقبلاً. لم يكتف صاحب هذا البغل بأن وضع في العربة كومة من الحطب بل جلس أيضاً فوق الحمل، وراح يدخن غليونه بهدوء. أما البغل فكانت تتشابك قوائمه تحت ثقل الحمل. ووراء البغل كان حصان يجر عربة ملأى بالحجارة ـ متران أو ثلاثة أمتار مكعبة. كانت العربة ترسل صريراً محزناً، وكان صاحبها يهوي بالسوط على الحصان... ثم رأى الرجل ثوراً في حقل. كان مربوطاً إلى المحراث، الثور يحرث، وصاحبه يخزه بالمنساس بين حين وآخر. وقف الرجل في وسط الطريق وفكر ثم قال: ـ يا ويلي، إنه لأمر مخيف أن أكون حيواناً منزلياً! صحيح أن الحيوانات لا تحتذي ولا تخلع، لكنها تحتمل الأثقال. الأحسن أن أعقل. قال الرجل ذلك ولم يذهب إلى النهر الذي قرر أن يغرق نفسه فيه، بل استدار وعاد إلى منزله كي يعمل هناك عملاً نافعاً. |